على الحافة بقدمٍ واحدة..!

على الحافة بقدمٍ واحدة..!

((إلى القصة وعنهافي يومها العالمي))

.

(اسحب كرسيّك إلى حافة الهاويةسوف أروي لك قصة)*!

هكذا ينادي سارد القصص والروايات العظيم سكوت فيتسجيرالد المتلقي لأن يشاركه التوتر الذي يغلي في الدم نتيجة الاستماع لقصة ماتقع أحداثها في عالم موازي يقع هو الآخر على الضفة الأخرى من الحياة, ألا وهو عالم المخيلة الرحب. حيث يضع المتلقي معه على الحافةمحافظا على الحد الفاصل بين العالم الواقعي والخيالي، محافظا على هذا التوتر الذي يجعل المتلقي يسير على هذا الخط الفاصل بينالعالمين بقدم واحدة مثل بهلواني. إن سكوت فيتسجيرالد يعي تماما أن الجمالية في سرد الحكايا تكمن في هذا التوتر الفاتن الذي ينأىبالمتلقي عن الغرق التام في العالم الموازي حيث يتركه القاص الحاذق مثل ريشة تلهو بها الريح في دائرة هذا القلق الجميل. هذا الحدالفاصل الذي يشبه الحالة المضطربة بين الحلم واليقظة إذ ينام الجسد وتبقى المخيلة تروي القصص على شكل أحلام ورؤى، ولربما هذا هو سرّ هوس الإنسان بالقصص منذ بداية تفتّق الوعي الإنساني على عوالم الحكاية..سواء كان بحثاً عن المتعة ..أو سعياً إلى الخلود..!

.

القصة كذبة؟! نعم لا نختلف في ذلك.. إلا أنها تكون كذبةً صادقة إذا ما أتقن القاص الحاذق حكايتها وأقنع المتلقي بصدق كذبته. كما يقولالكاتب الأمريكي راي برادبيري : (أن تكذب برقة، وتبرهن على صدق كذبتك..)! وهنا إذا كان سكوت فيتسجيرالد يضع المتلقي على حافة الهاوية ولا يدعوه للسقوط, فراي برادبيري يدعو الكاتب للسقوط في هذه الهاوية بقوله للكاتب القادم الآخر : (إنه دورك الآن, اقفز) ! ومن هذين الرؤيتين نتلمّس الفارق الشفيف بين السقوط الكلي للكاتب في الهاوية وقلق المتلقي الواقف على حافتها!

.

#حرفي

#عدنان_المناوس

#القصة_القصيرة

#اليوم_العالمي_للقصة_القصيرة

كتب من قبل:

عدنان المناوس

إنسانٌ يحاول الشعرَ والسرد والنقد. إنسانٌ يحاول..لا أكثر ولا أقل..!

عرض كل المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *